أذربيجان التاريخية

الدولة الصفوية الأذربيجانية

sefevi 1905

كانت أذربيجان مركزا اجتماعيا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وإيديولوجيا للدولة الصفوية (1501-1736) في القرن السادس عشر الميلادي. وكانت الدولة تشمل أراضي أذربيجان وإيران وتركمنستان الجنوبية وأفغانستان الحالية (باستثناء ولاية بلخ) والعراق العرب وغيرها. أسس شاه إسماعيل الأول الدولة الصفوية الأذربيجانية. وانخرط إسماعيل الذي تلقى معارف وتربية كاملة على النشاط السياسي العسكري المكثف ابتداء من عام 1499. اعتلى اسماعيل الأول الحكم عام 1501 وجعل هذه الدولة امبراطورية قوية خلال أقصر وقت. يرتبط اسم السلالة التي تحكم الدولة الصفوية باسم شيخ الطريقة الصفوية الذي كان أصله من الأتراك الأذربيجانيين الشيخ صفي الدين اسحاق اردبيلي. وكانت مدن تبريز (1501-1555) وقزوين (1555-1598) واصفهان (من عام 1598) في الأوقات المختلفة مركزا للدولة الصفوية.

(دولة أتابكة أذربيجان (إلدنيز

في فترة انحطاط دولة السلاجقة أنشئت دويلات مستقلة من قبل مماليك سابقين للسلاطين السلاجقة. كان حكام هذه الدول أحيانا من مربّي أولياء عهد السلاطين السلاجقة، وكانوا يسمون بالتركية “آتابك” بمعنى آتا – أبٌ، بك – سيد. وأسس شمس الدين إلدنيز دولة أتابكة أذربيجان (1136-1225).

الدولة الشدّادية

sheddadiler

حكمت سلالة الشدّاديين التي لعبت دورا فعالا في التاريخ السياسي العسكري لأذربيجان والعديد من بلدان الجوار إمارات كنجه وناختشفان ودبيل وآني لجنوب القوقاز في الفترة ما بين أواسط القرن العاشر الميلادي والقرن الثاني عشر الميلادي. إن مؤسس السلالة الشدادية محمد بن شداد بن قرطاق الكردي الأصل الذي، وأبناه أبو الحسن لاشكري وفضل مستغلين الوضع المتدهور في الدولة السلارية شددوا الصراع لأجل الاستيلاء على أراضي السلاريين. وتولى لاشكري عام 971 حكم كنجه جراء نشاط أخيه فضل الذي كان في خدمة السلاريين حينذاك. وأنشئت الدولة الشدّادية بقاعدتها كنجه. وبمعاهدة موقعة بعد فشل الحصار المفروض على كنجه من قبل الحاكم السلاري إبراهيم أدت إلى استيلاء الشادديين على أجزاء كبيرة من أرّان (باردا، شمكير، ناختشفان  وغيرها). عام 1075 قضى السلاجقة على الدولة الشدادية.

دولة الساجيين,دولة السلاريين,الدولة الروادية

saciler 1905.az

 دولة الساجيين

أدى انحطاط الحكم السياسي للخلافة الاسلامية في نهاية القرن التاسع الميلادي إلى نشوء دول مستقلة وشبه مستقلة في أراضي أذربيجان التاريخية. في تلك الفترة نشأت في الجنوب دولة سلالة الساجيين (898-941). أسس الدولة محمد بن أبي الساج ديوداد القائد التركي لجيوش الخليفة، وكان من أسروسنة. وكان أبرز ممثلي سلالة الساجيين يوسف بن أبي الساج الذي وحد كل أراضي أذربيجان في إطار دولة مستقلة لأول مرة. وكانت حدود الدولة تمتد غربا الى آني ودبيل (دوين) وشرقا الى بحر الخزر وجنوبا الى زنجان وشمالا الى دربند (باب الأبواب). عام 941 أسقط ابن حاكم ديلم من سلالة السلاريين مرزبان بن محمد حكم الساجيين في أذربيجان.

ألبانيا القوقازية

albaniya 2

 

 يحتمل نشوء دولة ألبانيا القوقازية فيما بين القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد. كانت تجاور جبال القوقاز شمالا وبحر الخزر شرقا وإيبيريا غربا وأرمينيا جنوب غربيا وآتروباتينا جنوبا. وكانت أراضي ألبانيا القوقازية القديمة تشمل جمهورية أذربيجان الحالية وجزءا كبيرا من أراضي جمهورية أرمينيا الحالية وجزءا جنوبيا لجمهورية داغستان التابعة لروسيا الاتحادية ووادي نهري آلازان ويوري في جورجيا. وفق معلومات واردة في المصادر اليونانية والألبانية القديمة وغيرهما، كانت تسكن في ألبانيا القوقازية 26 طائفة أو قومية. وكانت طائفة الألبان إحدى أكبر الطوائف الساكنة في أذربيجان الشمالية. لذلك بدأ البلد يسمى بـ”ألبانيا”. وخاضت ألبانيا القوقازية نضالا مستميتا ضد الغزاة وتمكنت من الحفاظ على استقلالها.

albaniya 3 - Copy

 

وفق معلومات المؤرخ الألباني موسى كالانكاتوكلو، كان يحكم ألبانيا القوقازية في القرن الأول للميلاد الملك آران. في فترة حكمه كانت أراضي ألبانيا تمتد من نهر آراز حتى قلعة خوناراكيرت (منطقة قازاخ – بورتشالي). وضمت ألبانيا الى دولة الساسانيين عام 262. وعام 314 اعتنق الملك الألباني أورناير المسيحية وجعلها دينا رسميا لبلاده. وانهارت ألبانيا القوقازية نتيجة الفتوحات العربية عام 705. وكانت قاعدتها مدينة كابالا (غابالا) ومدينة بردعة (بارتاو) في الأزمنة المختلفة.

“دول أذربيجان التاريخية”، باكو، 2012، ص.64

 

دولة مادا – آتروباتينا

atropatena

دولة مادا – آتروباتينا – أنشئت عام 321 قبل الميلاد. مؤسسها هو آتروبات. كانت هذه الدولة تسمى رسميا بمادا، فيما بعد آتروباتينا في المصادر القديمة باسم أول حاكمها. كانت تشمل أراضي ما حول بحيرة أورميا ونهر آراز (أذربيجان الجنوبية حاليا، كردستان إيران وبعض الأراضي لأذربيجان الشمالية في الفترات المختلفة). حسب المصادر القديمة، في عهد الملك آرتاباز في عشرينيات القرن الثالث قبل الميلاد كانت أراضي آتروباتينا تمتد الى المجاري العليا لنهر ريوني من شمال نهر آراز لتشمل جزءا معينا من إيبيريا. احتلت آتروباتينا من قبل الملك الساساني شابور الأول عام 244. إن آتروباتينا القديمة التي تسمى في المصادر الفارسية (الفهلوية) بآدورباداقان (حرفيا  “البلد الذي يحميه النار”) ألحقت بأراضي الدولة الساسانية كجزء لا يتجزأ منها ابتداء من القرن الثالث.