بثت بوابة Eurasia Hoy الأمريكية للأنباء باللغة الإسبانية مقالة لمراسل وكالة أذرتاج الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية يوسف بابانلي تحت عنوان “أسباب سقوط آغدام”. (http://eurasiahoy.com/21072014-por-que-y-como-cayo-agdam/)
تعطي المقالة معلومات عن تاريخ محافظة آغدام الأذربيجانية. يكتب صاحب المقالة أن جماعة من الأذربيجانيين توجهوا في 22 فبراير عام 1988 من مدينة آغدام الى مدينة خانكندي للتعبير عن احتجاجهم على تصرفات السوفييت الاعلى لجمهورية أرمينيا الاسوفييتية الاشتراكية والنواب الأرمينيين بالسوفييت الأعلى لإقليم قراباغ الجبلية ذي الحكم الذاتي التابع لجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية (لأنهم تبنوا وثيقة غير قانونية حول ضم إقليم قراباغ الجبلية التابع لجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية الى جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفييتية). نتيجة الاصطدام المسلح قرب مدينة عسكران سقط الشابان من سكان مدينة آغطام علي حاجييف وبختيار قولييف كأول ضحايا للنزاع.
كما كانت آغدام ملجأ الأذربيجانيين الناجين من مجزرة خوجالي في ليلة 25-26 فبراير عام 1992 التي قتلت فيها الوحدات المسلحة الأرمينية 613 أذربيجانيا مدنيا مسالما خلال عدة ساعات.
تشير المقالة إلى أن الوحدات المسلحة الأرمينية بدأت الهجوم الواسع على مواقف أذربيجان في شهر فبراير عام 1993 وتمكنت حتى نهاية فبراير من احتلال قرى سيرخاوند وجيلديران وداواداشي وياييجي الاستراتيجية لمحافظة كالباجار الأذربيجانية الواقعة غرب آغدام وبسطت سيطرتهم على خزانة المياه سارسانغ. في 12 يونيو بدأ الأرمن هجوما واسعا على كل حدود محافظة آغدام واحتلوا ذروة فروخ داغي الإستراتيجية الواقعة على بعد 10 كم من شمال مدينة آغدام حيث تيسر لهم إطلاق قنابل بدون انقطاع على المدينة خلال 6 أسابيع تالية. واحتل الأرمن في اليوم ذاته بلدتين أذربيجانيتين كبيرتين يوسفجانلي ومارزيلي الواقعتين على بعد 7 كيلومترات جنوبي شرقي آغدام.
جاء في تقرير منظمة “هيومان رايتس فوتش” لمراقبة حقوق الإنسان، أن جنود الجيوش الأرمينية قاموا بأعمال النهب والسلب للموتى في القرى المحتلة، وارتكبوا التصفية العرقية الكاملة فيهما وأحرقوا المناطق السكنية بالكامل لمنع عودة المشَّردين إلى بيوتهم.
أثناء احتلال قرية مارزيلي قتل أحد قواد جيوش الأرمن والمعروف في العالم كإرهابي مونتي ميلكونيان. حتى 5 يوليو عام 1993 كانت آغدام بالفعل تحت حصار من كل أنحاء. واحتلت المدينة بالكامل في 23 يوليو بعد تعرضها لطلقات كثيفة مستمرة لصواريخ “غراد” وتم حرقها ونهبها. كان دخان الحرائق في آغدام يبدو من مسافة 20 كم.
كانت منظمة “هيومان رايتس ووتش” تكتب في تقريرها نقلا عن تصريحات البدلوماسيين الغربيين أن إحراق المدينة بأكملها لا يدل على “وجود عدم الانضباط للجيوش” فحسب بل على وجود “خطة مفصلة مجهزة من قبل القيادة الأرمينية أيضا.
يدين مجلس الامن التابع لمنظمة الأمم المتحدة بقراره رقم 853 احتلال آغدام ويطالب قوات الاحتلال بالانسحاب وتوفير ظروف لعودة المشرَّدين الى بيوتهم. لكن ليس خافيا أن أرمينيا لم تنفذ مطالب ذلك القرار بعد (تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش وهيلسينكي: ” Azerbaijan: Seven Years of Conflict in Nagorno-Karabakh, ص16-48، عام 1994)
حسب المعلومات الواردة في تقرير اللجنة الأمريكية المعنية بشئون اللاجئين، إن 128 ألف و584 نسمة من سكان آغدام البالغ عددهم الإجمالي 153 ألف شخص أصبحوا مشرَّدين داخل بلدهم. ألحقت القوات المسلحة الأرمينية بأذربيجان خسائر بحجم 6 مليارات و179 مليون دولار نتيجة احتلال محافظة آغدام. كان احتلال عدة قرى المحافظة من قبل الجيوش الأرمينية يصادف بالوحشية المفرطة والانتهاك الصارم لمعايير معاهدة جينيف. قتل 5897 أذربيجانيا نتيجة الهجوم الأرميني على محافظة آغدام. هذا أكبر عدد القتلى لمحافظة واحدة إبان النزاع القائم بين أرمينيا وأذربيجان حول قراباغ الجبلية.
تشير المقالة إلى أن مدينة آغدام مركز المحافظة الذي كان يشهد قبل الاحتلال حياتا حيوية وحراكا كثيفا أصبحت اليوم خالية من البشر. إن “المعالم” الوحيدة للمدينة الآن هي أطلال المدينة المدمرة من قبل الأرمن.
شيخعلي علييف