السيدات والسادة المحترمون!
مشتركو المؤتمر الكرام!
الضيوف الاعزاء!
اقدر تقديرا عاليا انعقاد مثل هذا المؤتمر المهيب في جمهورية أذربيجان. اعتبر الاعمال والمناقشات التي اجراها مشاركو المؤتمر خلال مدة ٣ ايام على قدر كبير من الاهمية لحياة الجمهورية الأذربيجانية. أبدي احترامي لمشاركي ومنظمي المؤتمر.
كرس المؤتمر لموضوع يهم المجتمع العالمي كثيرا حاليا ويحمل اهمية كبيرة بالنسبة لجمهورية أذربيجان وشعبنا وهو مسائل التشريع حول اللاجئين وحقوق الانسان والهجرة. هذه مسائل مهمة جدا بالنسبة للعمليات السياسية الاجتماعية الجارية في العالم حاليا وتكسب اهمية خاصة بالنسبة لأذربيجان. لذلك اشكر منظمة الأمم المتحدة والمفوضية السامية حول شئون اللاجئين وممثلية منظمة الأمم المتحدة في أذربيجان و ممثلية المفوضية السامية حول شئون اللاجئين في أذربيجان والسوفييتي الاعلى للجمهورية الأذربيجانية
كانت مسألة اللاجئين قضية ملحة دائما في تاريخ البشرية. لكن المنظمات الدولية اصبحت تبدي نظرة خاصة لهذه المسألة الا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في اواسط القرن العشرين. ان اصدار منظمة الأمم المتحدة قرارا خاصا متعلقا باللاجئين عام ١٩٦١ والقرارات الصادرة حول تحديد الوضع القانوني للاجئين عام ١٩٦٧ دليل ساطع على الموقف العميق والمفصل من هذه المسألة.
بعد هذه القرارات المهمة والشهيرة لمنظمة الأمم المتحدة اتخذت اعمال كثيرة في العالم، في مناطق العالم التي واجهت قضية اللاجئين والبلدان المتفرقة واكتسبت خبرة كبيرة فيها. تعمل بمستوى عال المفوضية السامية لمنظمة الأمم المتحدة حول شئون اللاجئين وتشتغل بهذه المسائل. هذه عمليات وتدابير مهمة جدا للمجتمع وللناس ولكل انسان ولحماية حقوق الانسان. ان المؤتمر اليوم جزء لا يتجزأ من تلك التدابير.
يقدر الشعب الأذربيجاني والجمهورية الأذربيجانية بوصفه جزء من المجتمع العالمي والبشرية تقديرا عاليا الاعمال التي قامت بها المفوضية السامية لمنظمة الأمم المتحدة حول شئون اللاجئين منذ تأسيسها. اعلن مجددا موقفي تجاه هذا. نريد ان نعبر عن أملنا في ان منظمة الأمم المتحدة والمفوضية السامية حول شئون اللاجئين ستزيد اعمالها منذ الآن وصاعدا. لان قضية اللاجئين ازدادت شدة في العالم خلال السنوات الاخيرة وتزايد عدد اللاجئين. أدت قضية اللاجئين في كثير من مناطق العالم الى البلاوي الكبيرة ومآسي الشعوب والناس والبلدان. لذلك فإن هذه من اهم القضايا من بين القضايا العالمية البشرية.
واجه الشعب الأذربيجاني والجمهورية الأذربيجانية المستقلة هذه القضايا في حياتها وتاريخها. وتلك المشاكل من الاسباب الرئيسية للصعوبات والتوتر الناشئة في حياة الجمهورية الأذربيجانية حاليا. لذلك فان هذه القضايا اقرب بالنسب لنا ويكسب الموقف منها اهمية كبيرة بالنسبة لنا. نبدي اهتماما خاصا بهذه المسألة وتسوية هذه القضية بصورة متتالية مهمة جدا لحاضر ومستقبل الجمهورية الأذربيجانية.
لذا بالذات فان انعقاد مثل هذا المؤتمر المهيب في أذربيجان ضرورة ناشئة من وضع جمهوريتنا وكذلك في نفس الوقت تظهر مدى احساس منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بوصول قضية اللاجئين الى مستوى شاق. فان انعقاد مثل هذا المؤتمر في أذربيجان يدل على العناية الكبيرة التي تبديها منظمة الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية لجمهورية الأذربيجان وقضية اللاجئين لبلدنا. أبدي شكري واحترامي من جديد على هذه العناية والاهتمام والموقف. اريد ان اعرب عن يقيني من ان هذا المؤتمر المهيب سيسفر عن نتائج عملية لمعالجة قضية اللاجئين في الجمهورية الأذربيجانية وعامة لخروج جمهوريتنا من هذا الوضع الشاق.
انتم مشاركي المؤتمر قمتم مؤخرا بتحليل الجوانب القانونينة والجهات الانسانية لتلك المسائل والمسائل المتعلقة بالوضع القانوني للمشردين واللاجئين والمبادئ التشريعية المتعلقة بها سواء على الصعيد الجمهوري او الصعيد العالمي. كما علمت انكم ركزتم انتباهكم على مسائل تقديم المساعدات الانسانية للاجئين، ناقشتم مسائل حقوق الانسان فيما يتعلق بقضية اللاجئين. بلا شك، كل هذا على قدر كبير من الاهمية. نعتبر هذا خطوة كبيرة لاعمالنا المقبلة ونظن انه سيحدث تغيرا في هذه المجالات بعد التحاليل والمناقشات العلمية والنظرية في نفس الوقت العملية من هذا القبيل. لان منظمة الأمم المتحدة والمفوضية السامية في شئون اللاجئين والمنظمات الدولية وهيئات القانون الدولية قد تستنتج نتائج لازمة وقد تصدر قرارات جديدة بهذا الصدد. نعتبره مهما جدا. لكن اهم انجاز قد يكون بالنسبة لنا في التوصل الى تغيرات معينة ونتائج ايجابية معينة في حل قضية اللاجئين بعد هذا المؤتمر.
في السنوات الاخيرة خلال عقود مضت ازداد عدد اللاجئين والنازحين في العالم بلا شك. يحدث هذا نتيجة الصراعات القائمة بين الدول وكذلك النزاعات الاثنية والقومية في مختلف المناطق. في نفس الوقت هذا نتيجة اعمال القوى المختلفة والدول المختلفة التي تهدف الى انتهاك حقوق الدولة والامة الاخرى والاستيلاء على اراضيها واستعمال العنف ضدها.
ان الشعب الأذربيجاني يفهم بعمق مدى خطورة قضية اللاجئين بالنسبة للبشرية وهو يعاني نفسه من بلاوي وشدائد الوضع الذي يواجهه في السنوات الاخيرة. يفهم شعبنا من عمق وضع اللاجئين والنازحين في كل انحاء العالم ويشاطر معاناتهم. للجائين والنازحي خصائصهم المميزة في كل منطقة للعالم. اسبابه واوضاع اللاجئين مختلفة ومختلفة تمام الاختلاف. لكنا نعتقد ان وضع اللاجئين والنازحين في أراضي الجمهورية الأذربيجانية اكثر شاقا واصعب. ان مسألة اللاجئين والنازحين في بلدنا تختلف عما يكون عليه في سائر المناطق وكل هذا يثير مشاكل صعبة وشاقة للجمهورية الأذربيجانية باعتبارها بلدا ودولة صغيرة.
انتم مشاركي المؤتمر قد تحدثتم ع تصنيف الوضع القانوني المختلف بالنسبة للاجئين والنازحين عندما ناقشتم مشاكل اللاجئين والنازحين وحقوق الانسان. وهذا طبيعي. في جمهوريتنا لاجئون ونازحون ايضا وحقوق جميعهم بلا شك منتهكة. نضع الحقوق والوضع القانوني الى جانب، لكننا نقبل كلهم كلاجئين معنويا وسياسيا. نعتقد ان جميع الناس الذين يعيشون في حالة اللاجئ في جمهوريتنا يجب اعتبارهم لاجئين.
يعلم مشاركو المؤتمر، خاصة المفوضية السامية لمنظمة الأمم المتحدة علما حسنا الاحصاءات على الصعيد العالمين لكن بتحليل هذه المسائل وبالمقارنة المعينة يسعنا القول بشكل مبرر ان وجود اكثر من مليون لاجئ من اصل ٧ ملايين من اجمالي سكان أذربيجان باعتبارها بلدا صغيرا اروع حال. ربما لا يمكن العثور على مثل هذه الحالة في اي منطقة من العالم.
من المعروف ان سبب وجود مثل هذا القدر من اللاجئين في جمهوريتنا هو العمليات السياسية اولا ومن ثم العسكرية التي شنتها ارمينيا والدوائر القومية الارمينية ضد الجمهورية الأذربيجانية وأراضي اذرببيجان بغرض احتلالها. بدأ كل هذا من عام ١٩٨٨. في تلك السنة تم تشريد جميع الأذربيجانيين القاطنين في ارمينيا نتيجة العنف والاضطهاد والملاحقة والضغوط واعمال التخريب. اضطروا الى النزوح الى أذربيجان. بعد هذا نزح جزء من اتراك أهيسكا من المناطق الاخرى الى أذربيجان. قبلت أذربيجان اللاجئين الوافدين من المناطق الاخرى، اتراك الاهيسكا في حين كانت أذربيجان نفسها في الوضع الشاق وقبلت اللاجئين المشردين من ارمينيا. بعد هذا اضطر مواطنو أذربيجان داخل وطنهم الى ترك مواطنهم والعيش في حالة اللاجئ نتيجة العدوان العسكري والحرب ضدها.
كما قلت، في أذربيجان اكثر من مليون لاجئ الآن. هذا مأساة لكل اسرة لاجئ، مأساة لكل مواطن لاجئ، مأساة للشعب الأذربيجاني، الجمهورية الأذربيجانية. بلا شك فيجب ان ينتبه كثيرا المجتمع العالمي والمنظمات الدولية للوضع الذي وضعت أذربيجان فيها والحالة المأساوية لبلدنا. ويزيد مساعداتها. اقدر تقديرا عاليا نشاط منظمة الأمم المتحدة والمفوضية السامية حول شئون اللاجئين وكل المنظمات الدولية الذي تقوم به في السنوات الاخيرة في مجال اللاجئين وضد عدوان ارمينيا على أذربيجان واحتلال اراضيها من قبل ارمينيا. وأبدي اليوم شكري وامتناني باسمي وباسم الشعب الأذربيجاني والجمهورية الأذربيجانية لهذه المنظمات امام مشاركي المؤتمر والمجتمع العالمي.
لكن في نفس الوقت، لاجل الحقيقة، لزيادة اهتمام كل المنظمات الدولية والمجتمع العالمي بوضع اللاجئين في أذربيجان اريد ان اعلن ايضا: مع الاسف ان كل فئات المجتمع العالمي لا يعلم مثل هذه الحالة في أذربيجان. ربما بسبب ضعف الاعمال التي نقوم بها، في نفس الوقت بسبب عدم شعور المنظمات الدولية عن عمق بهذه الحالة الماساوية لأذربيجان لا يعرفون خطورة قضية اللاجئين في بلدنا ووضع اللاجئين في أذربيجان. نرى هذا النظر في الصحافة ونشعر بها في اللقاءات والمحادثات في البلدان المختلفة. مع الجانب الايجابي لما يقام من الاعمال، هذا نقصاننا وعجزنا في عدم جلب الانتباه اللازم الى قضية اللاجئين في الجمهورية.
اعتبر ان هذا المؤتمر – المؤتمر المهيب والموسع والمؤثر المنعقد لاول مرة في أذربيجان يجب ان يصبح نقطة التحول من حيث الانتباه لأذربيجان وتعريف المجتمع العالمي بحالة اللاجئين بشكل موضوعي. من هذه الوجهة فاننا ننتظر كثيرا من نشاط هذا المؤتمر ونشاط ممثلي منظمات البلدان الاجنبية والمنظمات الدولية بعد المؤتمر، نعلق آمالا كبيرة على هذا.
أظن ان الوضع الذي وقعت فيه أذربيجان تم تحليله عن كثب في عمل المؤتمر. تم تحليل مسألة احتلال ٢٠ بالمئة م أراضي أذربيجان نتيجة عدوان ارمينيا وتشريد السكان من هذه الأراضي واضطرارهم الى العيش في حالة يرثى لها. انكم تعرفون نتائج الدمار في الأراضي المحتلة ولعلكم قمتم بتحليلها. ان مشاركي المؤتمر يعلمون مدى الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدت بها أذربيجان وتاريخنا ومعنويتنا وماضينا. لذلك لا ارى هنا حاجة الى التركيز على الارقام والمعطيات.
ان اكثر من ٢٠٠ الف أذربيجاني تم تشريدهم من جمهورية ارمينيا بعد عام ١٩٨٨ واكثر من ٥٠ الف من اتراك الاهيسكا والأذربيجانيين المشردين من ناغورني كاراباخ موطنهم الام والأذربيجانيين المشردين من المناطق السبع المجاورة لناغورني كاراباخ يشكل عددهم مليون لاجئ. ان عيشهم في حالة شاقة في المناطق الاخرى لأذربيجان يظهر مدى الوضع الماساوي والصعب لبلدنا من ناحية ومدى صمود وصبر الشعب الأذربيجاني من ناحية اخرى.
ليس من الصعب ان تتصور مدى الوضع الشاق الذي وقعت فيه الجمهورية الأذربيجانية وحكومتها وشعبها بمثل هذا العدد الهائل من اللاجئين والحال انها تعيش حالة الحرب وتواجه الازمة الاجتماعية الاقتصادية واقتصرت امكانياتها باسباب معينة لتطوير اقتصادها او بناء اقتصادها، خاصة فرض عليها الحصار على مواصلات السكة الحديدية.
لكن التاريخ اثبت ان الشعب الأذربيجاني شعب متين، صمد وتجاوز المراحل الشاقة جدا بمتانة وحصل الآن على انجاز – الاستقلال الوطني. سيصمد شعبنا لكل هذه الصعوبات وسيتجاوزها وسيتغلب عليها.
أبدي اليوم امام مشاركي المؤتمر احترامي لجميع اللاجئين الذين اصبحوا لاجئين في الجمهورية الأذربيجانية ويعيشون في الحالة الشاقة في المخيمات، احيانا يتعذبون من شح الاموال الغذائية لا يستطيعون كسب قوتهم، لكن يصمدون ويتحملون ويعيشون باخلاص لوطهم وارضهم. باسم مشاركي المؤتمر من هذه القاعة المهيبة ابلغ تحياتي الى جميع اللاجئين القاطنين في أذربيجان واريد ان اؤكدكم على ان دولة الجمهورية الأذربيجانية تبذل كل ما في وسعها لتحسين حالة اللاجئين. ستحل مشاكلهم. سيعودون الى مواطنهم وسينسون كل الايام الشاقة والصعبة التي واجهوها.
ان صعوبة تموين اكثر من مليون لاجئ على عاتق الجمهورية الأذربيجانية والدولة الأذربيجانية. هذا طبيعي، هذا مسألتنا. ويجب على كل مواطن أذربيجاني وقبل كل شيء الهيآت الحكومية لأذربيجان ان يعتبر مهمته الشريفة المقدسة العناية باللاجئين والاشتغال بمشاكلهم. أظن اننا ندرك مدى اهمية العناية والاهتمام باللاجئين يوما بعد يوم وسيحتل حل هذه المشاكل صدارة الاهتمام.
في نفس الوقت اريد ان اقول امام مشاركي المؤتمر وخاصة ضيوفنا الوافدين من البلدان الاجنبية ان المساعدات الانسانية لعديد من الدول والمنظمات الدولية مساعدة كبيرة بالنسبة لنا لعيش اللاجئين وتحسين حالاتهم المعيشية. نقدر هذا تقديرا عاليا. عند لقائنا مع اللاجئين يقدرون تقديرا عاليا هذه الاعمال الانسانية والمساعدات الانسانية للبلدان الاجنبية والمنظمات الدولية. لذلك فاني أبدي شكري واحترامي وامتناني باسم اللاجئين وباسمي انا لكل البلدان ورؤسائها والمنظمات الدولية ورجال الاعمال الاجانب وعامة المنظمات والفصائل والدول والحكومات والبلدان التي تقدم مساعدات الى اللاجئين.
اريد ان اعرب عن املي في ان مواد المؤتمر والتصريحات الصادرة عنه وعمله ستحيط المجتمع العالمي والبلدان والمنظمات الدولية علما واسعا بحالة لاجئي أذربيجان وبعد هذا سيزيد حجم المساعدات المتنوعة الى لاجئي الجمهورية الأذربيجانية. يعيش اللاجئون مثل هذه الآمال. آمل في ان هذه الآمال تتحقق. يستطيع لاجئو اذبيجان ان يحصلوا على قدر اكبر من المساعدات.
اظن ان عمل المؤتمر اظهر هذه الحقيقة ان حجم المساعدات الانسانية الاجنبية الى الجمهورية الأذربيجانية غير كاف بالمقارنة مع عدد اللاجئين وحالتهم الحالية الشاقة. أرجو ان يأخذوا هذا بعين الاعتبار واظن انها ستؤخذ بعين الاعتبار. سيزيد حجم وكيفية المساعدات الانسانية المقدمة الى لاجئي أذربيجان. في نفس الوقت، لا نعتبر ان أذربيجان تبقى دائما موطن اللاجئين، يعيش اللاجئون في بلدنا. انا على يقين من ان هذه المسائل ستجد حلها، في البداية سيتم تحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة من قبل القوات المسلحة لارمينيا وسيتمكن اللاجئون من العودة الى ديارهم وبيوتهم. وسيعود اللاجئون المشردون من جمهورية ارمينيا الى بيوتهم وديارهم اذا يوجد العدل وتقوم المنظمات الدولية بكل شيء بالعدل. منذ ٥٠ سنة وتم تشريد اتراك الاهيسكا من ديارهم. رغم مرور مثل هذا القدر من الوقت ونشوء عدة اجيال يريدون الرجوع الى مواطنهم. اننا نؤيد تحقيق هذه الآمال ، في نفس الوقت مستعدون لاقامتهم في بلدا حتى هذا الحين.
بلا شك ، فان العمليات التاريخية المقبلة والتغيرات التاريخية الاجتماعية السياسية الجارية في العالم ستمنع من انتهاك حدود البلدان المختلفة وطرد الناس من ديارهم وتهجير عدد كبير من الناس من مكان الى آخر بشكل اجباري. سيسكن الأذربيجانيون في اراضيهم التاريخية وسيعودون الى ديارهم. يعيش الشعب الأذربيجاني بهذه الآمال وسيعيشون واذا لم يتيسر هذا لنا سيتسنى للاجيال المقبلة.
لكن المهمة الماثلة امامنا هي تحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة من قبل القوات المسلحة لارمينيا منذ ١٩٨٨ حتى الآن، ضمان سلامة حدود الجمهورية الأذربيجانية المتعارف عليها على اساس قواعد القانون الدولي ووحدة ترابها. ان معالجة هذه المسائل اكبر مهمة بالنسبة لنا وللجمهورية الأذربيجانية ونشتغل بحل هذه المسألة وسنشتغل بعد هذا بكل حسم.
كما تعلمون انه تم التوصل الى وقف اطلاق النار منذ 6 اشهر في الحرب التي دارت اكثر من ٦ سنوات بين ارمينيا وأذربيجان ويستمر. خلال هذه المدة قدمنا كثيرا من المبادرات لاخراج الجمهورية من حالة الحرب ووقف الحرب وتسوية الحرب بالطرق السلمية واتخذنا عديدا من التدابير واجرينا المحادثات. تستمر عملية المحادثات والمبادرات ونشتغل بها اليوم وسنشتغل بها غدا. نسعى الى تسوية هذه المسألة ضمن وحدة أراضي جمهوريتنا. لذا يجب انسحاب القوات المسلحة لارمينيا من الأراضي المحتلة الأذربيجانية بدون شروط وقيود وعودة المواطنين الأذربيجانيين الذين اصبحوا من هذه الأراضي الى مواطنهم. بهذه الأراضي نقصد المناطق المجاورة لناغورني كاراباخ ومن جملتها منطقتي شوشا ولاتشين. بلا شك يجب ضمان حقوق الارمن في ناغورني كاراباخ. ينبغي مناقشة الوضع القانوني لناغورني كاراباخ. لكن كل هذا ضمن اهم شرط وهو ضمان سلامة حدود الجمهورية الأذربيجانية ووحدة اراضيها وعودة المشردين الى ديارهم. نسعى الى تسوية هذه المسألة ويجب معالجتها بسبب ربطها بحياة وعاقبة وحاضر ومستقبل مليون مواطن يعيش جميعهم في حالة اللاجئ.
موضوع المؤتمر مسألة حقوق الانسان. حقوق الانسان من المبادئ الرئيسية لإحلال العمليات الديموقراطية في العالم في كل مكان الآن. تقيم الجمهورية الأذربيجانية حياتها على اساس المبادئ الديموقراطية وستسعى دائما الى الالتزام بحماية حقوق الانسان. قد يكون من الامكان في المؤتمر الحالي المقارنة: اذا يحرمون شخصا من تعبير رأيه ويتعرض لقيود معينة فهذا اتهاك حقوقه. لكن تم تشريد مليون انسان أذربيجاني من ديارهم ومواطنهم وفقدوا بيوتهم وممتلكاتهم واصبحوا محرومين من مقابر اجدادهم والاماكن التي قطنوها على مدى العصور. أليس هذا انتهاك جماعي لحقوق الانسان؟
شهدنا ادانة المنظمات الدولية الكبيرة او برلمانات البلدان ورجالات السياسة الفذ بانتهاك حقوق الاشخاص المختلفين والافراد في البلدان المتفرقة او اتخاذ التدابير اللازمة لحماية هذه الحقوق. هذا حماية الديموقراطية في الحقيقة ووثيقة هيلسينكي عن حقوق الانسان. فلماذا لا يثيرون الضجة حول انتهاك حقوق مليون مواطن من الأذربيجانيين، فلماذا لا تناقش في البرلمانات؟ فلماذا لا تعرب المنظمات الدولية عن مواقفها بهذا الصدد؟ لا يمكن فهمها.
انتهازا منا للفرصة اتوجه بنداء الى المجتمع العالمي والمنظمات الدولية والى برلمانات البلدان المتطورة ورؤساء الدول ورجالات الاجتماع والسياسة الذين يعملون في سبيل احلال الديموقراطية وكل الناس في العالم والبشرية ومعلنا لانتهاك اكثر من مليون أذربيجاني ادعوها الى إعادة هذه الحقوق. اظن ان المفوضية السامية لمنظمة الأمم المتحدة حول شئون اللاجئين وممثلي منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية سيبلغون صوتي الى كل العالم ومنظماتهم. اعتبر ان تعريف العالم بانتهاك حقوق اكثر من مليون أذربيجاني مواطن أذربيجاني في العالم قد يكون من النتائج الرئيسية لهذا المؤتمر وادعوها الى اعادة حقوقهم. آمل في ان المؤتمر سيحقق مهمته هذه.
ينتهي عمل المؤتمر. اهنئكم جميعا على نجاح عمل المؤتمر وانا اعلق آمالا كبيرة على نتائجها، وأبدي شكري من جديد للمنظمات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة والمشاركين الآخرين لهذا المؤتمر.
أبدي احترامي لاكثر من مليون لاجئ يعيش في أراضي جمهورية أذربيجان واحتضنهم جميعا واشكركم على صمودهم ومتانتهم وحبهم للوطن واخلاصكم لوطنهم ودولتهم. اؤكدهم على انهم سيخرجون من هذه الحالة الشاقة وسيملك كل مواطن لجمهورية أذربيجان المستقلة مصيرهم وحقوقهم. مع السلامة.
“حيدر علييف: استقلالنا ابدي” (خطابات، كلمات، تصريحات، احاديث صحفية، كتابات، نداءات، مراسيم) – اذرنشر، باكو-١٩٩٨، المجلد الثاني، ص. ٥٠٢-٥١٠