لعلكم تعرفون آذربيجان. ولكن قد يكون من المهم لكم الاستماع الى بعض أفكاري.
يسود الآن في آذربيجان الاستقرار الاجتماعي السياسي. اعادت الامور الى نصابها داخل آذربيجان قبل عدة أشهر. اما السياسة الخارجية لاذربيجان فتستند الى مبادئ العلاقات المفيدة والمتساوية الحقوق بشكل مشترك مع جميع البلدان ونحقق سياستنا الخارجية في هذا الاتجاه. تستطيع آذربيجان ان تشارك في جميع المنظمات الدولية قدر المستطاع وتتعاون كدولة مستقلة في العالم الدولي. تنشئ جمهوريتنا علاقات ثنائية مستقلة مع جميع الدول والى جانب هذا تعير اهتماما اكثر بالعلاقات مع البلدان المجاورة. تكتسب العلاقات بين آذربيجان وتركيا اهمية خاصة. من المعلوم ان التاريخ المتعدد القرون يربط آذربيجان وتركيا. ان الجمهورية التركية اول دولة اعترفت استقلال الجمهورية في العالم. ان الجذور والتقاليد واللغة القريبة والحضارة القومية التي تربط الشعب الاذربيجاني بالشعب التركي تجعل العلاقات بين الدولتين مهمة.
انضمت آذربيجان الى رابطة الدول المستقلة. تسير آذربيجان في سبيل توطيد العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية الفنية مع هذه الدول كأحد من الجمهوريات الثانية عشرة التابعة لاتحاد لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية السابق.
ان النزاع بين آذربيجان وأرمينيا سببه عدوان ارمينيا على آذربيجان الذي بدأ قبل هذا بـ ٦ سنوات. تحولت المسألة التي برزت كـ”قضية كاراباخ” الى حرب دامية بين آذربيجان وارمينيا. نتيجة هذه الحرب احتلت القوات المسلحة الارمينية ٢٠% من الاراضي الآذربيجانية استفادة من الامكانيات المعينة. تسيطر الآن القوات المسلحة الارمينية تماما على اقليم ناغورني كاراباخ السابق. الى جانب هذا تم احتلال عدد من المناطق المجاورة لاقليم ناغورني كاراباخ السابق من قبل القوات المسلحة الارمينية. كما تسيطر القوات المسلحة الارمينية على جزء من الحدود الآذربيجانية الايرانية ايضا. لهذا السبب إلتجأ أكثر من مليون آذربيجاني من ديارهم واماكنهم ويعيشون في ظروف حرجة. تريد آذربيجان ان تنتهي هذه الحرب وتحاول ان تعالج هذه القضية بالطريق السلمي استفادة من جميع الامكانيات. لهذا السبب، قبل كل شيء تراهن آذربيجان على امكانيات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لها وتحاول ان تستفيد من امكانيات منظمة الامن والتعاون في اوربا ومجموعة مينسك وامكانيات وساطة الدول الكبيرة ومن جملتها من امكانيات وساطة الولايات المتحدة الامريكية وتركيا وروسيا واتخذت عدد من الخطوات الدبلوماسية في هذا المجال. مع الاسف، لم تأت جهودنا هذه بالنتائج الايجابية حتى الآن. تستمر الحرب والمعارك وسفح الدماء.
يجب ان تعرفوا ان الحرب بدأت في الاراضي الاذربيجانية. ولم تفقد ارمينيا شبرا من اراضيها في الحرب القائمة بين آذربيجان وارمينيا.
نسعى الى انتهاء هذه الحرب. أذكر مرة اخرى اننا نتخذ اساسا في هذا الاتجاه توقيع السلام فقط. أظن انه يجب على المجتمع الدولي ان يحاول حل هذه القضية بالطريق السلمي وان ينتهي الحرب بين آذربيجان وارمينيا وان يوفر استقلال ووحدة اراضي آذربيجان تماما.
مع الاسف، يريد الطرف الارميني ان يعالج الالقضية بالقوة والعنف ويحاول ان يمسك الاراضي المحتلة بيدها وان يحتل الاراضي الجديدة من آذربيجان. فيحاول ان يفرض ادعاءاته على آذربيجان. اما نحن فلن نوافق على هذا، بدون شك.
لا نتخذ اساسا المفاوضات السلمية فحسب، بل نتخذ تدابير لازمة للدفاع عن الاراضي الآذربيجانية. في الاشهر الاخيرة تيسر الدفاع عن الاراضي الآذربيجانية نتيجة التدابير المتخذة في هذا المجال وأظن ان هذه الامكانيات ستزداد اكثر أيضا. ولكن أعلن لكم مرة اخرى ان آذربيجان لا تريد حربا وتحاول ان تنتهي الحرب. ويعني هذا ان القوات المسلحة الأرمينية يجب ان تترك اراضينا المحتلة. يجب ان تعاد وحدة الاراضي وسلامةنة الحدود لآذربيجان. يجب ان تجري مباحثات لتوفير السلام بين آذربيجان وارمينيا.
أذكر في اول خطابي ان الاستقرار يسود الآن آذربيجان. الى جانب هذا أريد ان اعلن ان آذربيجان تحقق بناء الدولة والتغيرات في المجتمع وفقا للمبادئ الديمقراطية فقط. نتقدم بطريق تشكيل وتطوير آذربيجان كدولة ديمقراطية للقانون.
وبعد هذا ستتقدم آذربيجان بالسبيل الديمقراطي استفادة من جميع امكانيات ديموقراطية العالم ايضا. نريد ان ننشئ المجتمع القانوني والعلماني والمتطور في آذربيجان. تم تشكيل النظام المتعدد الحزب في الجمهورية وقد يتمتع جميع الاحزاب بالعمل الحر تماما. لجميع المواطنين حقوق متساوية على اختلاف قومياتهم واديانهم ولغاتهم.
تتوفر لحماية حقوق الانسان في آذربيجان وفي هذا الحقل ستتخذ كل التدابير. بكلمة واحدة، تسير الجمهورية الاذربيجانية في الطريق الديمقراطي.
ان سبيلنا في المجال الاقتصادي سبيل الاقتصاد الحر وهو سبيل تكامل آذربيجان مع اقتصاد البلدان المتطورة للعالم. أظن ان هذه المعلومات القصيرة تكون لديكم تصورا عن آذربيجان. فلا أرغب في ان اطيل وقتكم.
جريدة “آذربيجان”، ١٢ فبراير عام ١۹۹٤.