في فترة انحطاط دولة السلاجقة أنشئت دويلات مستقلة من قبل مماليك سابقين للسلاطين السلاجقة. كان حكام هذه الدول أحيانا من مربّي أولياء عهد السلاطين السلاجقة، وكانوا يسمون بالتركية “آتابك” بمعنى آتا – أبٌ، بك – سيد. وأسس شمس الدين إلدنيز دولة أتابكة أذربيجان (1136-1225).
بعد وفاة طوغرول الثاني زوّج السلطان مسعود عام 1136 الآتابك إلدنيز بأرملته “مؤمنة هاتون” وولاه في أران بقاعدتها كنجه. وما لبث أن أخضع إلدنيز أمراء أران و أصبح بالكاد حاكما مستقلا لأران قبيل وفاة السلطان مسعود. ولم يمض وقت طويل حتى بسط إلدنيز حكمه على شيروان بالكامل. استغل إلدنيز الفوضى الناشبة بعد وفاة “جاولي” والي السلطان مسعود في أذربيجان (عام 1146) وضم ولاية ناخجوان الى سلطته. ونقل قاعدة دولته اليها. واحتلت جيوش شمس الدين إلدنيز همدان عام 1161 واعتلى أرسلان شاه الابن الصغير لإلدنيز عرش العراق. وأصبحت مدينة همدان قاعدة لدولة السلطان أرسلان شاه والأتابك إلدنيز. بعد إعلان أرسلان شاه سلطانا حصل أتابكه على لقب “أولو أتابك” (الأتابك السامي). فأصبح شمس الدين إلدنيز حاكما حقيقيا للعراق. ابتداء من هذا العهد تغير المعنى الأول للقب “الأتابك” كمربي الأمير ولي العهد” ليصبح لقبا ساميا للسلطان. وكانت أراضي دولة أتابكة أذربيجان تتقلص وتتوسع. وكانت تضم الدولة أراضي أذربيجان وأران (ناخجوان) والعراق العجم وري وهمدان. وسقطت دولة أتابك أذربيجان مع مقتل الأتابك أوزبك خلال هجوم خارزمشاه جلال الدين على أذربيجان عام 1225.
“دول أذربيجان التاريخية”، باكو، 2012، ص. 102