اعلنت الجمهورية الاذربيجانية استقلالها السياسي في ١٨ اكتوبر عام ١٩٩١. في ٢٩ اكتوبر لهذا العام توجه السوفييت الأعلى للجمهورية
الآذربيجانية بنداء الى دول العالم ومنظمة الأمم المتحدة طلب فيه إلقائها النظر الى رغبة الجمهورية في القبول الى عضوية هذه المنظمة الدولية.
في ١٤ فبراير عام ١٩٩٢ بحث مجلس الأمن الاممي نداء اذربيجان وقدم توصية الى الجمعية العامة لقبولها الى العضوية. ففي ٢ مارس عام ١٩٩٢ اصدرت الدورة الـ٤٦ للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة قرارا حول قبول الجمهورية الاذربيجانية الى عضوية المنظمة. فأصبحت اذربيجان العضو الـ١٨١ لمنظمة الامم المتحدة. وفي نفس اليوم رفع العلم الاذربيجاني امام مقر منظمة الامم المتحدة في نيويورك.
منذ ٦ مايو عام ١٩٩٢ بدأت الممثلية الاذربيجانية نشاطها لدى منظمة الامم المتحدة. وافتتحت ممثلية منظمة الامم المتحدة في اذربيجان عام ١٩٩٣.
ان العضوية في منظمة الامم المتحدة مكنت الدولة الاذربيجانية من تعزيز استقلالها والاستفادة الاكثر ثمرة من القوانين الدولية ضد العدوان الارميني، عامة التكامل الوثيق مع المجتمع العالمي.
إن النزاع القائم بين ارمينيا وآذربيجان حول ناغورني كاراباخ وادانة احتلال اراضي الدولة الاذربيجانية المستقلة نتيجة عدوان الوحدات المسلحة لارمينيا طرح امام هذه المنظمة. ان استمرار الاحتلال الارميني ليشمل الاراضي المجاورة لها بعد الاستيلاء على ناغورني كاراباخ الاراضي الاذربيجانية أثار رد الفعل لمجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة.
اصدرت هذه المنظمة قرارات مرقومة بـ ٨٢٢ في ٣٠ ابريل عام ١٩٩٣ فيما يتعلق باحتلال كلبجر، و٨٥٣ في ٢٩ يوليو عام ١٩٩٣ فيما يتعلق باحتلال أغدام و٨٧٤ في ١٤ اكتوبر عام ١٩٩٣ فيما يتعلق باحتلال فضولي وجبرائيل وقوبادلي، و٨٨٤ في ١٢ نوفمبر عام ١٩٩٣ فيما يتعلق باحتلال زنكلان من قبل أرمينيا. تقضي تلك القرارات بإعلان وقف اطلاق النار وانسحاب الوحدات المسلحة الارمينية من الاراضي المحتلة. رغم هذا، أهمل الطرف الارميني مطالبة الانسحاب من الاراضي الاذربيجانية التي احتلتها ارمينيا تحت ذريعة وجود تعبير الوحدات المسلحة الارمينية المجردة المكتوبة في القرارات. ولم ينفذ الارمن قرارات مجلس الأمن لمنظمة الامم المتحدة بعد.
اصدرت الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة في جلستها العامة في عام ١٩٩٣ قرارا ذا الصلة فيما يتعلق بتدفق كتلة كبيرة من اللاجئين والمشرَّدين (اكثر من مليون لاجئ ومشرد) في اذربيجان نتيجة العدوان الارميني. يقضي القرار بتقديم مساعدة دولية للاجئين والمشرَّدين في آذربيجان.
اشترك حيدر علييف رئيس الجمهورية الاذربيجانية لاول مرة في الدورة الـ٤٩ المنعقدة للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة في سبتمبر عام ١٩٩٤. القى خطابا في الدورة احاط فيه المجتمع العالمي علما بالوضع في آذربيجان والعدوان الأرميني. وصف حيدر علييف في خطابه الذي القاه في الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة في ٢٩ سبتمبر عام ١٩٩٤ سياسة آذربيجان تجاه منظمة الامم المتحدة بأن: “الجمهورية الآذربيجانية تقدر مستقبل منظمة الامم المتحدة بتفاؤل وتعتزم على التوصل الى الدفاع عن المبادئ السامية لمنظمة الامم المتحدة وتنشيط فاعلية أداء المنظمة”.
زار بطرس بطرس غالي الامين العام للمنظمة آذربيجان عام ١٩٩٤ كدليل على توسيع العلاقات بين اذربيجان ومنظمة الامم المتحدة. اعلن الامين العام الذي تعرف عن كثب على الوضع في البلد ان هيئات المنظمة ستزيد نشاطاتها.
اشترك حيدر علييف الرئيس الاذربيجاني في الدورة المهيبة الخاصة للجمعية العامة فيما يتعلق باليوبيل الـ٥٠ لمنظمة الامم المتحدة في اكتوبر عام ١٩٩٥ أيضا. اظهر في خطابه الموقف الآذربيجاني من النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ وناشد المجتمع العالمي الى ضرورة اتخاذ تدابير لوقف العدوان الارميني.
ان الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة أقرت في قراره المتعلق بالتعاون مع منظمة الامن والتعاون الاوربي عام ١٩٩٦ انها تؤيد وحدة اراضي آذربيجان. بعد هذا بسنة في ٢٨ يوليو عام ١٩٩٧ اجتمع حيدر علييف اثناء زيارته الرسمية للولايات المتحدة الامريكية مع كوفي عنان الامين العام الجديد للمنظمة. قال كوفي عنان عند حديثه مع الرئيس الاذربيجاني ان منظمة الامم المتحدة تؤيد وحدة اراضي البلد واشار الى ضرورة تسوية النزاع الارميني الاذربيجاني حول ناغورني كاراباخ على اساس مبادئ اجتماع قمة لشبونة لمنظمة الامن والتعاون في اوربا. احتفلت ذكرى مرور خمسين عاما من مرور توقيع بيان حقوق الانسان العالمي لمنظمة الامم المتحدة في مستوى رفيع في اذربيجان بمرسوم أصدر حيدر علييف الرئيس الاذربيجاني عام ١٩٩٨. بمبادرته في هذه السنة الغي حكم الاعدام والرقابة على الصحافة في البلد. في عام ١٩٩٦ وقعت اذربيجان على معاهدة عام ١٩٨٤ لمنظمة الامم المتحدة، المتعلقة بمناهضة التعذيب والمعاملة أو انواع العقاب غير الانسانية والمسيئة للكرامة. ان آذربيجان بالانضمام الى تلك المعاهدة مكنت لجنة مناهضة التعذيب لمنظمة الامم المتحدة من الاداء والدراسة في أراضيها.
القى حيدر علييف الذي اشترك في اجتماع قمة الألفية لمنظمة الامم المتحدة في سبتمبر عام ٢٠٠٠ خطابا في هذه الحفلة العالمية التي حضرها رؤساء أكثر من ١٥٠ دولة في العالم أيضا. استرعى انتباه دول العالم من جديد الى العدوان الارميني والوضع الناشئ في اذربيجان نتيجة النزاع الارميني الاذربيجاني حول ناغورني كاراباخ. أشار الرئيس الآذربيجاني أيضا الى ضرورة الاصلاحات في منظمة الامم المتحدة في منظمة الامم المتحدة، التي دارت محادثات واسعة في الاوقات الاخيرة.
تتعاون الجمهورية الاذربيجانية بشكل وثيق مع المنظمات المختصة في مختلف المجالات لمنظمة الامم المتحدة. ومنها البرنامج الإنمائي لمنظمة الامم المتحدة والمفوضية السامية في شئون اللاجئين ومؤسسة منظمة الامم المتحدة للاطفال (اليونيسف) ومنظمة العلوم والتربية والثقافة (اليونيسكو) ومنظمة التنمية الصناعية (اليونيدو) ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسة النساء اليونيفم والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة معاهدة حظر التجارب الذرية (انضمت اذربيجان اليها في يوليو عام ١٩٩٧).
وقعت اذربيجان اتفاقية التعاون مع اليونيسيف عند حضور الرئيس حيدر علييف دورة الجمعية العامة في سبتمبر عام 1994. والهدف الرئيسي من التعاون مع المنظمة تقديم مساعدات لتحسين حالة الاطفال والمراهقين اللاجئين والمشرَّدين.. اصبحت اذربيجان عضوا في الهيئة التنفيذية لليونيسيف خلال سنوات 1997-1995، و2000- 1998.
تهدف العلاقات بين اذربيجان واليونسكو الى مساعدة تطوير مجالات التربية والعلم والثقافة في البلد. تأسست اللجنة الوطنية للبلد لدى اليونيسكو بمرسوم ذي صلة اصدره الرئيس الاذربيجاني عام ١٩٩٤. تعمل مهربان علييفا رئيسة مؤسسة حيدر علييف كسفيرة ذات النوايا الحسنة لليونيسكو منذ سبتمبر عام ٢٠٠٤.
ان ادارة المفوضية السامية في شئون اللاجئين لمنظمة الامم المتحدة التي بدأت عملها الواسع في البلد منذ عام 1993 اتخذت تدابير مهمة لتقديم المساعدات الانسانية الى الاذربيجانيين اللاجئين والمشرَّدين من ديارهم نتيجة العدوان الارميني.
وتتعاون اذربيجان تعاونا وثيقا مع المؤسسات الاقتصادية والمالية لمنظمة الامم المتحدة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبرنامج التغذية العالمي.
اصبحت اذربيجان عضوا في لجنة اممية في شئون النساء خلال سنوات 2000-2002 ولجنة اممية في التنمية المستديمة خلال سنوات 2004-2002 والمجلس الاجتماعي والاقتصادي (إيكوسوك) خلال سنوات 2003-2005.
تشارك اذربيجان عن كثب في المشاريع التنموية للالفية المعلنة في سبتمبر عام 2000 لمنظمة الامم المتحدة. ان برنامج تخفيض نسبة الفقر والتنمية الاقتصادية الذي اقترحته الدولة خلال سنوات 2003-2005 بهذا الغرض تم تحقيقه بمساعدة البرنامج التنموي لمنظمة الامم المتحدة. ان الدولة الاذربيجانية تعمل في مجال تنفيذ البرنامج الانمائي المستديم وتخفيض نسبة الفقر الجديد بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة حاليا.
انضمت اذربيجان الى تدابير مكافحة الارهاب بعد احداث 11 سبتمبر عام 2001. تتعاون الجمهورية الاذربيجانية بشكل وثيق مع لجنة مكافحة الارهاب لمجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة ولجنة العقوبات المتعلقة بافغانستان. اشتركت اذربيجان ايضا في عمليات مكافحة الارهاب في افغانستان في اكتوبر عام 2001 وارسلت وحداتها العسكرية لمساعدة الجيوش الدولية للحفاظ على الامن في افغانستان.
في اكتوبر عام 2001 انضمت الجمهورية الاذربيجانية الى معاهدة منظمة الامم المتحدة للحيلولة دون تمويل الارهاب. اصدر الرئيس الاذربيجاني مرسوما حول تحقيق القرارات المرقومة بـ 1368 و1373 و1377 الصادرة عن مجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة لمكافحة الارهاب في مايو عام 2002.
اذربيجان تؤيد اجراء الاصلاحات في مجلس الامن – الهيئة الرئيسية لمنظمة الامم المتحدة في الحفاظ على الامن والسلام الدوليين. تؤيد الجمهورية الاذربيجانية الاقتراحات المتعلقة برفع عدد الدول الاعضاء الدائمة في هذه الهيئة على حساب اليابان والمانيا وعامة اضافة 5 دول اخرى الى عدد الاعضاء الدائمة ودولة واحدة الى الاعضاء غير الدائمة.
كما تعتبر اذربيجان ضروريا تخصيص مكان اضافي الى مجلس الامن نتيجة زيادة عدد دول اوربا الشرقية.
في سبتمبر عام 2003 القى الهام علييف رئيس الوزراء الاذربيجاني خطابا في الدورة التالية للجمعية البرلمانية لمنظمة الامم المتحدة طرح فيه مسألة اصلاح المنظمة واشار الى وجود حاجة كبيرة اليها لرفع قوة ونفوذ المنظمة الدولية. بعد هذا بسنة في سبتمبر عام 2004 اشار الرئيس الاذربيجاني الهام علييف في خطابه في الدورة الـ59 للجمعية العامة مرة اخرى الى عدم تنفيذ القرارات الاربع المعلومة الصادرة عن مجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة حول النزاع الارميني الاذربيجاني حول ناغورني كاراباخ. اشار الهام علييف الى اهمية وجود آلية مثمرة ومؤثرة لتحقيق قرارات منظمة الامم المتحدة.
من الاحداث المشهودة في السنوات الاخيرة في مجال التعاون بين اذربيجان ومنظمة الامم المتحدة هو انضمام اذربيجان الى مجلس حقوق الانسان في يونيو عام 2006.
نوقشت في لقاء الهام علييف الرئيس الاذربيجاني مع فالتير كالين مبعوث الامين العام لمنظمة الامم المتحدة في حقوق اللاجئين في 2 ابريل عام 2007 مسألة حقوق المشرَّدين الذين تم تشريدهم من ديارهم الأم نتيجة العدوان الارميني على اذربيجان. احاط رئيس الدولة مبعوث الامين العام لمنظمة الامم المتحدة علما بالتدابير التي تتخذ في اذربيجان في مجال تحسين الحالة الاجتماعية المعيشية لهؤلاء الناس. قال الرئيس ايضا ان كل المخيمات التي لجأ اليها اللاجئون في اذربيجان ستلغى. بدوره اعرب فالتير كالين عن امتنانه للتدابير التي تتخذ من قبل الحكومة لتحسين الحالة الاجتماعية للنازحين وحماية حقوقهم وقال انه سيعد تقريرا حول نتائج زيارته الى اذربيجان وسيقدمه الى مجلس حقوق الانسان لمنظمة الامم المتحدة.
في 24 ديسمبر عام 2007 الغي مخيم اخير في اذربيجان نتيجة لما قاله الهام علييف الرئيس الاذربيجاني ونشاطه الفعلي.
ان الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة ناقشت في 14 مارس عام 2008 في جلستها الموسعة مسألة “الوضع في الاراضي الاذربيجانية المحتلة” المدرجة على اجندة الدورة الـ62 كبند مرقوم بـ 20. القى آقشين مهدييف المبعوث الدائم الاذربيجاني في منظمة الامم المتحدة كلمة في المناقشات تحدث فيها امام ممثلي الدول الاعضاء في المنظمة عن السياسة العدوانية لارمينيا على اذربيجان ودعا الوفود الى تأييد مشروع قرار اعدته اذربيجان.
ان مشروع القرار المؤلف من 9 بنود يعكس موقف الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة من النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ. كذلك يدعم وحدة اراضي الجمهورية الاذربيجانية في اطار حدودها المتعارف عليها على الصعيد الدولي، يطالب بانسحاب القوات المسلحة لارمينيا من كل الاراضي المحتلة بالكامل وبدون قيود وشروط ويعكس خلق ظروف مناسبة لإعادة الاذربيجانيين المشرَّدين الى أماكنهم.
اسفر التصويت في ختام المناقشات عن 39 صوتا له و7 اصوات عليه و100 صوت محايد. فتبنت الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة قرارا حول “الوضع في الاراضي المحتلة الاذربيجانية”.
تم تجديد التقرير التاريخي في 15 يوليو عام 2008.