كانت 31 متحفا ثقافيا تعمل في الأراضي الأذربيجانية المحتلة من قبل القوات المسلحة لأرمينيا ومنطقة النزاع. وبقيت المقتنيات الثقافية للمتاحف، والبالغ عددها الإجمالي 103 ألف نموذج ثقافي في الأراضي التي تسيطر عليها القوات المسلحة لأرمينيا.
ونواصل تقديم معلومات عن متاحف قراباغ في قسمنا “التراث”.
متحف الخبز بآغدام
أنشئ المتحف الثاني من نوعه في العالم في 25 نوفمبر عام 1983 بعد استكمال أعمال الإنشاء والترميم في المطحنة القديمة بآغدام عام 1982.
والمتحف عبارة عن 3 أقسام.
يؤدي المدخل إلى صالة “الصيف”. تتوسط الصالة المغطاة جزئيا نافورة صغيرة. ويمكن الدخول من هنا إلى مقهى “سنبل” ومطبخ ومطعمين صغيرين. إلى اليسار صالة المعارض. كان للمتحف مدخل ثان. كما كانت في المتحف غرف إدارية وبهو.
مساحة صالة المعارض الأولى 80 كم مربع. وكانت توجد فيها طاحونة ميكانيكية بطاقتها الإنتاجية 8-10 طنا من القمح يوميا. وكان من بين المقتنيات هنا آلة “ترير” لتنظيف الحبوب لثلاثينيات القرن الماضي. أما صالة المعارض الثانية فإنها هي الأخرى كانت غنية بالمعروضات الشيقة. كانت تعرض فيها أدوات العمل أمثال محراث خشبي و منجل وآلة درس القمح الخشبية وغيرها ورحًا يعود تاريخها إلى القرن الثاني، وآلة درس القمح باسم “جارجار”.
كانت معروضات المتحف في الطابق الثاني عبارة عن منتجات الخبز والدقيق بما فيها أنواع الخبز من كنجه وناختشفان وقاراباغ وجورجيا وأرمينيا وداغستان وسمرقند. وكانت في الصالة السفلى جرة قديمة وأدوات المطبخ. والصالة التالية كانت مكرسة للمسائل المتعلقة بزراعة القمح والزراعة عامة. كانت تعرض فيها أنواع مختلفة من القمح والمعروضات المعمولة من القمح والحبوب وبطاقات لشراء الخبز كانت تقدم للأطفال أيام الحرب، كذلك خريطة أذربيجان المصنوعة من حبوب الغلال.
وكان في المتحف طاح أيضا ليظهر عمل الطاحونة للزوار وتقديم لهم منتجاتهم الجاهزة.
وكان يسترعي الانتباه أقدم أثر من مقتنيات المتحف وهو حبوب القمح المتحجرة التي يعود تاريخها إلى الألفية السابعة قبل الميلاد. اكتشفت هذه الحبوب نتيجة الحفريات الأثرية الجارية حينذاك في تل “جالاغان” قرب قرية آفتلي لآغدام.
تعرض المتحف مرتين لهجوم القنبلتين اللتين أطلقتهما القوات المسلحة لأرمينيا. أصابت القنبلة الأولى صالة المعارض الثالثة لكن لم تنفجر. والقنبلة الثانية أطلقت في 12 أغسطس عام 1992 من قبل القوات المسلحة لأرمينيا المتمركزة في قريتي خاناباد وناختشفانيك لمحافظة عسكران وأصابت المتحف مما أدى إلى تدميره الشامل وحرق حوالي 1500 أثرا تاريخيا من مقتنيات المتحف.
إعداد
وقار توفيقلي
المدير التنفيذي لمؤسسة حماية حقوق التعبير