يا أيها المسيحيون! حسب المعلومات الصحيحة التي بلغتني، لا يكتفي الماكرون بنشر معلومات كاذبة ولا معنى لها بل ويسعون الى بث الرعد والخوف في قلوب الراغبين في النزوح الى روسيا السعيدة وبالتالي منع تحقيق أحلامهم.
للحيلولة دون هذا ونظرا لثقة الشعب الأرميني بي، والمهمة التي كلفني بها القائد العام، أفيدكم أن معالي حاكم روسيا يوفر للراغبين في النزوح ملاذا واعدا ومريحا وسعيدا في دولته. ستحصلون على الأراضي الخصبة التي سيزرع جزء منها لاحتياجات الدولة في المناطق التي ستختارونها، وفي إيروان وناخجوان وقاراباغ. ويتم إعفاؤكم عن كل ضريبة لمدة 6 أعوام وتقديم مساعدات لأفقرهم. أما الأشخاص المدنيون الباقون هنا فيمكنهم إرسال عائلاتهم، وتعيين محامين لبيع ممتلكاتهم لمدة حوالي 5 أعوام، وذلك وفقا لمعاهدة تركمنتشاي. وأنا سأوصّل قائمة ممتلكاتهم الباقية الى ممثل دبلوماسي لدى المعالي عباس ميرزه أو المفوض. سترون في روسيا ظروف السماح بنشاط الأديان ومساواة الحقوق بين الروس ورعايا الامبراطور الآخرين وستنسون كل همومكم. ستجدون هناك وطنا مأهولا بالمسيحيين ولن تشهدوا الضغوط على الدين المقدس. ستعيشون تحت حماية القوانين وستحسون بتأثيرها المفيد. في نهاية المطاف، ستحسنون هناك معيشتكم وستحصلون على عوضا أكثر من مائة مرة بدلا من الضحايا القلائل الذين قدمتموهم. ستغادرون وطنكم العزيز، لكن فكرة عن أرض مسيحية قد تثير سروركم.
إن المسيحيين المتناثرين في ولايات إيرانية سيشاهدون الوحدة. ستعلمون كيف سيكرّمكم الامبراطور الكبير لروسيا احتراما لإخلاصكم. اسرعوا! إن الوقت قيم. سرعان ما ستغادر الجيوش الروسية حدود إيران، الأمر الذي سيصعب نزوحهم ولا نقدر على تولي مسئولية عن نزوحهم الآمن. ستحصلون على كل شيء من خلال تقديم ضحايا قلائل.
عقيد الإمبراطور الروسي والفارس لازاريف
30 مارس، عام 1828، مدينة أورميه.
من كتاب س.ن. قلينكا. “نزوح الأرمن الى أذربيجان”. دار الطبع “أذربيجان”، باكو، 1995.