كان أبناء قبيلة قاراقويونلو المنحدرة من عشائر الأوغوز (الغوز) التي شاركت في تشكل الشعب الأذربيجاني خلال القرنين السادس والسابع الميلادي يساهمون عن كثب في الحياة العسكرية السياسية لهذه المنطقة. في ربيع عام 1408 هزم قارا يوسف رئيس قبيلة القاراقويونلو (القره قويونلو أو الخرفان السود) الأذربيجانية جيوش التيموريين وطردهم من أذربيجان. بعد ذلك اندلع الصراع بين قارا يوسف والجلائري السلطان أحمد من أجل الانفراد في السلطة في أذربيجان. وانتصر قارا يوسف في أغسطس عام 1410 قرب تبريز على السلطان أحمد وأعدمه. وأنشأ دولة أذربيجانية جديدة قاعدتها مدينة تبريز – دولة القاراقويونلو (1410-1467) شملت أراضي أذربيجان الواقعة جنوب نهر كور. وأراضي الدولة كانت أحيانا تمتد الى جزء من جورجيا وأرمينية وكردستان والعراق وإيران الغربية فضلا عن جنوب أذربيجان. وانهارت دولة القاراقويونلو الأذربيجانية في نهاية عام 1467 لتحل محلها دولة الآغقويونلو التي أسسها أوزون حسن (حسن الطويل) في أذربيجان.
“دول أذربيجان التاريخية”، باكو، 2012، ص.112
Ağqoyunlu dövləti
دولة الأغقويونلو
كان أبناء قبيلة أغقويونلو يسكنون المنطقة الممتدة من جبال القوقاز الرئيسية حتى نهر آراز في نهاية القرن السادس وأوائل القرن السابع الميلادي. فيما بعد انتشر أبناء هذه القبيلة في أراضي شرق آسيا الصغرى (الأناضول الشرقية) ودياربكر والعراق أيضا. ومع تولي أوزون حسن القائد المغوار ورجل الدولة الحكيم مقاليد الحكم عام 1453 بدأت قبائل الأغقويونلو التي اتخذت دياربكر مقرا لها تزداد قوة. وقهر أوزون حسن جيوش دولة القاراقويونلو عام 1467 واستولى على أراضيها بالكامل ونقل مقره من دياربكر إلى تبريز. ونتيجة الانتصارات الباهرة خلال وقت قصير ضم أوزون حسن إلى أراضي دولة أغقويونلو (1468-1501) أراضي أذربيجان الغربية وكردستان وجزء من جورجيا مع تفليس ومعظم أجزاء إيران والعراق فضلا عن أراضي أذربيجان الواقعة جنوب كور.
وأنشأ أوزون حسن مملكة كبيرة كانت تشمل مساحة شاسعة ممتدة من خوراسان حتى إمارة قارامان الواقعة في شواطئ البحر الأبيض المتوسط. خلال أيام حكم أوزون حسن أصبحت دولة الأغقويونلو إحدى أقوى الدول في الشرقين الأدنى والأوسط. بعد وفاة أوزون حسن بدأت الدولة الانحطاط بالتدريج نتيجة الاقتتال والتناحر الداخلي. عام 1499 انقسمت الدولة الى قسمين. عام 1501 حلت محلها دولة الصفوية التي أسسها إسماعيل حفيد أوزون حسن.
“دول أذربيجان التاريخية”، باكو، 2012، ص. 113